انا سامي قطامي ، حكايتي مع الركض ليست طويلة، فانا لا زلت اعتبر نفسي حديث العهد برياضة الجري، ولكنها بدأت بشكل غريب لم اكن اتوقعه، ولهذا رغبت بمشاركتها مع الاخرين لتشجيعهم على ممارسة الرياضة

بدأت الحكاية داخل اسوار مكان عملي حيث كنت اخرج مع بعض الاصدقاء والزملاء للتدخين خلال فترات الاستراحة، في ذلك الوقت لم يكن يعني لي موضوع الاهتمام بالصحة او ما اتناوله من اطعمة شيئاً كثيراً، فكل ما كان يشغلني هو الاستمتاع بوقتي مع اصدقائي

في احد الايام كنت اقف خارجاً مع بعض الاصدقاء خلال احد فترات الاستراحة بهدف التدخين، مر امامنا مجموعة من الاجانب بملابس ومعدات رياضية، كانوا متجهين الى النادي الرياضي الذي يوفره مكان العمل بالمجان لجميع الموظفين، نظرت اليهم ولفت انتباهي انهم كانوا جميعاً اكبر مني سناً، فمنهم من كان في الاربعينات من عمره ومنهم من يكون قد تجاوز الستين، تاملت اجسادهم التي وشت بالتزامهم بممارسة الرياضة، وبدا لي واضحاً تمتعهم بلياقة بدنية ومرونة لم اعتد رؤيتها في محيط اصدقائي

سالت نفسي، اسعيد انت بما الت اليه نفسك وانت لا زلت في السادسة والثلاثين من عمرك، ايسعدك ان ترى رجلاً قد قارب السبعين من العمر يبدو اكثر منك رشاقة ومرونة، شعرت بالغيرة واجتاحتني رغبة داخلية باجراء تغيير على نمط حياتي، تغيير حقيقي وجذري وليس مؤقتاً كما كان يحدث في الماضي، نعم اردت ان تكون الرياضة اسلوب حياة بالنسبة لي، تماماً كما هي بالنسبة لذلك الرجل الستيني او حتى السبعيني الذي مر للتو امامي

عدت الى منزلي مساءً وحدثت نفسي مجدداً، من صباح الغد ساصبح شخصاً جديداً، شخصاً يختلف تماماً عما انا عليه اليوم، فاولئك الاجانب الذين رأيتهم صباحاً ليسوا افضل مني او منا كعرب في شيء، فما نحن فيه من صنع ايدينا وما هم فيه من صنع ايديهم، وباتباع نمط حياة رياضي ونظام غذائي صحي ساصبح افضل منهم، ولن اجعل هذه المرة تكون كسابقاتها، اعتباراً من صباح الغد ساصبح شخصاً جديداً ولن يوقفني شيء. ربطت منبه جوالي واويت الى فراشي

ايقظني المنبه بحدود الساعة الخامسة صباحاً، فتحت عيني وتذكرت ما عقدت العزم عليه مساء الامس، قفزت من فراشي، غسلت وجهي واسناني، ارتديت ملابسي الرياضية وغادرت منزلي بحدود السادسة، وتوجهت فوراً الى النادي الرياضي في مكان عملي. تكرر ذلك على مدى ايام متتالية حتى بدأت اشعر بان لياقتي البدنية قد تغيرت بالفعل، ودفعني ذلك للاقلاع عن عادة التدخين نهايات العام 2018 قبل ان اعود اليها لاحقاً في منتصف العام 2020 ولكن في المناسبات فقط

في احد الايام وانا اركض على جهاز المشي (التريدميل) وكنت قد حددت لنفسي مسبقاً زمن الركض بخمسة عشر دقيقة، وكان ذلك اقصى ما يمكن لي القيام به، نظرت الى الجهاز المجاور لي فاذا برجل اعتقد بانه تجاوز السبعين من عمره، كان يركض على جهاز المشي وكانه شاب في مقتبل العمر، دفعني فضولي لمراقبته، لقد ركض لمدة تجاوزت الساعة الكاملة وبسرعة لم يكن باستطاعتي تحقيقها حتى لمدة الخمسة عشر دقيقة التي وصلت اليها مؤخراً بعد جهود مضنية، تساءلت، كيف يمكن لشخص تجاوز السبعين ان يكون بهذه القوة والرشاقة، كيف يمكن له ان يحتمل كل هذا الجري وهو بهذا العمر، فكرت في تلك الاسئلة اكثر من مرة ولم اجد جواباً لذلك سوى العزم والتدريب والالتزام، وقررت مجدداً ان هذا ما سافعله، والتزمت الى حد كبير بالذهاب الى النادي الرياضي

اقرأ الجزء الثاني من قصة سامي قطامي مع الركض