اسمي علاء منصور، أعشق الرياضة والتصوير، وأهوى متابعة كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا، هذه قصتي مع الرياضة والركض “الرياضة عشق”، وبإمكانكم متابعة حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي التالية

صفحتي على الانستاغرام

البدايات

عندما كنت صغيراً كنت طفلاً مرحاً، نشيطاً، متميزاً. مرحاً أحب الضحك، واللعب، ونشيطاً لدرجة الازعاج وإثارة قلق والدي، ومتميزاً دراسياً ورياضياً لا أقبل إلا بالمراتب الأولى وأعلى الدرجات. كنت أملك مهارة التعلم بسرعة خصوصاً في الأنشطة الرياضية. أتقنت كرة القدم، كرة السلة، الكرة الطائرة، البيسبول، التنس الأرضي وتنس الطاولة، الحقتني والدتي برابطة أطفال عمان Amman Little League لفترة امتدت لنحو تسع سنوات متواصلة، إضافة إلى أكاديميات رياضية أخرى برزت في معظمها كواحد من أفضل اللاعبين.

في عمر التاسعة، بدأت أمرض بشكل مستمر، اصطحبتني والدتي لعدة أطباء حيث كان تشخيصهم واحداً في الأغلب، أنني بحمد الله أتمتع بصحة جيدة إلا أن جهازي المناعي لازال ضعيفاً نوعاً ما وأنه سيتحسن مع مرور الأيام وتقدمي في العمر، ونصحنا أغلبهم بتناول بعض الفيتامينات كمعزز للجهاز المناعي.

بدأت بتناول الفيتامينات، لم أكن أعلم أنها ستشكل لعنة تصحبني لسنوات قادمة من عمري، ازداد وزني بشكل سريع ومطرد، حتى أصبحت مجالاً خصباً لزملائي في المدرسة للتنمر علي، وبحكم سني الصغيرة، لم امتلك ما يساعدني على ردهم ولا دفعهم عني، رويداً رويداً بدأ ذلك ينعكس على شخصيتي، وأصبح ذلك الطفل المرح النشيط انطوائياً منعزلاً، لا رغبة له بالتعامل مع أطفال آخرين من سنه، وجدت في غرفتي المكان الأمثل للانعزال فيه بعيداً على تنمرهم وهمزهم ولمزهم، أصبحت العاب الفيديو هي وسيلتي للتسلية، وكنت أمضي أفضل أوقاتي مع أفراد عائلتي وبعض الأصدقاء المقربين، حيث أنني كنت أشعر براحة وأنا بينهم وأكون على طبيعتي، استمر ذلك الحال حتى بلغت الخامسة عشرة من عمري تقريباً، عندما كثفت من ممارسة رياضة كرة السلة التي كنت أمارسها على استحياء خلال السنوات السابقة، ونظراً لتميزي فيها انضممت إلى فريق الناشئين لواحد من أفضل فرقها في الأردن، فريق نادي الجزيرة، والذي لعبت له لنحو عام تقريباً قبل أن انتقل إلى فريق الرياضي بداية تأسسه لفترة قصيرة

في أحد أيام شهر رمضان المبارك من العام 2004 كنت خارجاً من منزلي متجهاً لإيقاف سيارة أجرة تقلني إلى صالة ألعاب الفيديو حيث كنت التقي مع أصدقائي، أوقفني بعض أولاد الحي الذي كنت أعيش فيه، وبدأوا بالتنمر علي، استشطت غضباً ولم أتمالك أعصابي ولم أعد استطيع ضبط نفسي، دخلت في عراك معهم، ضربت وانضربت، وخرج أصحاب المحلات التجارية يتوسطون بيننا لإنهاء المشاجرة ولكنهم لم يفلحوا، حيث كان عددهم كبيراً يتجاوز اثني عشر شاباً فيما كنت أنا ومعي أخي واثنان  من أقربائي مع اثنان من أصدقائهم، استمر العراك واشتدت الضربات حتى دفعني أحدهم وأخل بتوازني، حاولت السيطرة على نفسي إلا أنني لم استطع تفادي الوقوع في حفرة صغيرة كانت خلفي مباشرة. كسر مضاعف في مفصل القدم كان حصيلة تلك المشاجرة، أجريت لي عملية جراحية تطلبت زرع البراغي المعدنية ووضعت قدمي في الجبس لثلاثة أشهر، تلتها أربعة أشهر من العلاج الطبيعي حتى استعادت تلك القدم المكسورة عافيتها، لم يكن الكسر بحد ذاته المشكلة الأكبر بالنسبة لي، إنما الاحباط الذي رافقها بزيادة الوزن حيث تجاوز وزني مائة كيلوغرام، وازداد الوضع سوءاً في تعاملاتي مع الناس من حولي، كنت أشعر بضحكاتهم أحياناً، أراها بعيني أحياناً، وتتهيأ لي في أحيان أخرى ، كان واضحاً بالنسبة لي تجنبهم التعامل معي بأي شكل من الأشكال، غضب اشتعل في صدري من طريقة معاملتهم وحكمهم علي فقط من خلال شكلي وسمنتي

في إبريل من العام 2006، فتحت عيني صباحاً في وقت مبكر على غير العادة، كانت غرفتي لا تزال مظلمة حيث لم تدخلها شمس الصباح بعد، وقبل أن انهض من سريري كنت قد قررت أنني سأضع حداً لأسلوب حياتي الذي كنت أعيشه وسأبدأ من هذه اللحظة حياة جديدة، قررت أن أغير شكلي تماماً، ولم لا، أعرف أنني سأحتاج إلى وقت طويل وعزيمة قوية، اعرف أن ذلك يعني كثير من التعب وحرمان من الطعام في بعض الأحيان ولكني سأفعلها، ولن أتوقف قبل أن أحقق ذلك الهدف. كان أول قرار اتخذته بهذا الشأن هو الذهاب والعودة من وإلى المدرسة سيراً على الأقدام، أربعة كيلومترات صباحاً وأربعة أخرى مساءً، كانت الرحلة الواحدة منها تستغرق نحو خمسة وأربعون دقيقة، كنت أخرج باكراً في الصباح لألعب كرة السلة مع أصدقائي قبل بدء الحصة الأولى، وكنت أول من يشارك في أية مباراة خلال أوقات الفراغ، كما بدأت باتباع نظام غذائي صارم بتوجيه من والدتي التي كان لها معرفة جيدة بهذا الأمر

حتى جاءت عطلة الصيف بلياليها الدافئة وسهراتها الخارجية، وبدأت بتكثيف نشاطي الرياضي مدفوعاً بخمسة عشر كيلوغراماً كنت قد خسرتها بالفعل ما بين إبريل ومايو من ذلك العام قبل بدء العطلة الصيفية، بدأت الذهاب إلى الجيم يومياً من الساعة الخامسة إلى السادسة مساء، وبعدها أذهب للعب كرة السلة مع أصدقائي حتى الحادية عشرة مساء، واستمر هذا الحال حتى نهاية الصيف

أصبح التغير الذي طرأ على شكلي واضحاً جلياً لكل من يراني، كانت كل كلمة اسمعها عن مقدار التغيير الذي أحدثته تلهب حماسي للاستمرار بما بدأت فيه، وانضممت على إثر ذلك الحماس إلى ناد لتعلم فنون القتال. في أول أيام تمارين القتال طلب مني المدرب قياس وزني ونسبة الدهون في جسدي، كدت أطير فرحاً عندما رأيت أن وزني قد انخفض خمسة وثلاثون كيلوغراماً، كما انخفضت نسبة الدهون من ثلاثة وثلاثون بالمائة إلى أحد عشر بالمئة فقط

أصبحت شخصاً جديداً وكأنه ولد لتوه، لم يعد هناك من أثر لذلك الشخص القديم السمين، أصبحت أتمتع بمعنويات عالية، وعادت إلي نفسيتي المرحة، ولم أعد أعاني من تنمر أحد بعدها قط، ولكنني اتخذت قراراً أن لن اجعل أحد يعاني مما عانيته، لن أحكم أبداً على شخص من نظرة أولى، فالحكم من اليوم على الجوهر لا المظهر

نهاية الجزء الاول، تابعونا الاسبوع القادم مع الجزء الثاني والاخير من قصة علاء منصور مع الركض

شكر خاص للعدائة سجى باكير على مساهمتها في تنقيح النص

اقرأ ايضاً على مدونة اركض الفشل