بدأت اجد نفسي اندمج اكثر في تلك الرياضة، وبدأت احبها بالفعل، اذ شعرت بانه خلافاً لما كنت اعتقد في صغري بان هذه الرياضة لا معنى لها بحكم ان الركض لا هدف له على عكس كرة القدم او كرة السلة على سبيل المثال حيث انك تسعى الى تسجيل هدف يمكن فريقك من الفوز، وجدت فيها الكثير من المتعة خصوصاً عند المشاركة في السباقات، وعليه قررت المشاركة في سباق ماراثون عمان والذي يقام بمنطقة وسط البلد في اكتوبر من كل عام بتنظيم من الجمعية الأردنية للماراثونات، ولكن ارتئيت التأني قبل تحديد المسافة التي سأُشارك بها اذ لا زال امامي نحو خمسة او ستة اشهر للتمرين بشكل جيد لعلي استطيع المشاركة في سباق نصف الماراثون

اصبح الركض صباح كل يوم جمعة امراً حتمياً، وبدأت احاول قدر المستطاع ان اركض خلال ايام الاسبوع لمسافة لا تقل عن خمسة كيلومترات لتحسين ادائي ورفع قدرتي على التحمل، طبعاً كان تلك محاولات فردية دون مدرب او خطة للتمرين، وبهدف ضمان استمراري بممارسة هذه الرياضة قمت بالتسجيل مبكراً في ماراثون عمان ونعم قمت بالتسجيل لمسافة واحد وعشرون كيلومتراً وهو سباق النصف ماراثون

الزمت نفسي من خلال التسجيل بالاستمرار في التدريب وخصوصاً خلال ايام الاسبوع، ولاحظت التغير الذي طرأ على شكلي اذ فقدت بالفعل عدة كيلوغرامات من خلال ممارسة الجري بشكل مستمر، وهو ما كان له اثراً ايجابياً على الاستمرار، مرت الايام واقترب موعد السباق

في يوم السباق استيقظت في الرابعة صباحاً حيث ينطلق السباق في تمام الساعة السادسة، خرجت متوتراً من المنزل الساعة الخامسة وتوجهت بسيارتي لمكان السباق، اضررت للاصطفاف بعيداً عن نقطة البداية بنحو كيلومتراً واحداً وكان علي ان اركض لللحاق بموعد السباق اذ كان علينا التواجد على نقطة البداية قبل نصف ساعة من الانطلاق، هرولت حينأً ومشيت سريعاً حيناً اخر محتاراً بين ان ارهق ساقيّ واللحاق بموعد السباق، حتى وصلت في الموعد

كما كان سباق البحر الميت، كانت الاجواء رائعة، عشرات العدائين يقومون بالاحماء استعداداً للسباق الذي كان سينطلق خلال اقل من نصف ساعة، كانت السماء لا تزال معتمة الى حد كبير اذ لم تشرق شمس ذلك اليوم بعد، قمت بالاحماء وانضممت الى العدائين عند نقطة البداية، سرى الادرينالين في كل نقطة من دمي، شعرت بالخوف والحماس والمتعة معاً، دقائق معدودة وانطلق السباق

قطعت مسافة عشرون كيلومتراً بشكل جيد وبسرعة افضل بكثير مما كنت اتوقع قبل السباق، الا ان الكيلومتر الاخير كان مؤلماً واصعب من جميع الكيلومترات السابقة، شعرت بالاعياء الشديد وكدت اقع على وجهي من شدة التعب، تمهلت قليلاً لعلي استطيع انهاء السباق، وبعد جهد كبير اكملت السباق بزمن ساعة واحدة واثنان وخمسون دقيقة، وهو توقيت جيد للغاية لعداء حديث العهد يركض اول سباق نصف ماراثون في حياته وبعامهٍ الرابع والاربعون، بالطبع حصلت على ميدالية المشارك مقابل وصولي لخط النهاية، ومن ثم ذهبت برفقة المجموعة لتناول طعام الافطار في احد المطاعم والذي كنت بامس الحاجة اليه

اقرأ ايضاً قصة اول سباق