خلال فترة الراحة الاجبارية التي مررت بها فقدت فرصة المشاركة في سباق نصف ماراثون ايلا الذي يقام في ديسمبر من كل عام في مدينة العقبة، المدينة الساحلية الاردنية المطلة على البحر الاحمر، ازعجتني فكرة عدم تمكني من المشاركة خصوصاً عندما شاهدت صور اصدقائي وزملائي من فريق (رننغ عمان) وفرق ركض اخرى وهي تشارك في السباق والاوقات الجميلة التي يقضونها معاً والتي تصحب تلك المشاركات، وعدت نفسي بتعويضها بالمشاركة في احد سباقات الماراثون القادمة وباقرب فرصة ممكنة

بحثت من خلال الانترنت عن سباقات الماراثون القادمة خلال العام 2020 ووقع اخياري على ماراثون دبي والذي كان سيقام في حدود نهاية يناير من العام 2020، سألت سيف ابن خالتي وهو بمثابة اخ اكثر مما هو ابن خالة ان كان يرغب بمرافقتي في رحلة الى دبي بغرض المشاركة في سباق الماراثون الا انه اقترح استبدال الوجهة الى مالطا، بحكم اننا سبق وقد زرنا مدينة دبي اكثر من مرة سابقاً، بحثنا التفاصيل وقررنا انها قد تكون الوجهة الافضل، فهي بلد سياحي وجميل ولا يبعد عن الاردن اكثر من ثلاث ساعات بالطائرة، كما ان كلفة السفر معقولة للغاية

قبل ان نبدأ باي اجراءات فعلية اعتذر ابن خالتي عن عدم امكانية قيامه بالرحلة نظراً لاضطراره للسفر الى وجهة اخرى في نفس تلك الفترة، بعد اقل من اسبوع ولاجل الصدفة البحتة وخلال احد الافطارات الجماعية التي يقيمها فريق (رننغ عمان) عقب كل ركضة صباح ايام الجمعة تم مباحثة المشاركة في ماراثون مالطا في الاول من مارس 2020، ابدى نحو 30 عداءً رغبتهم بالمشاركة وتم الاتفاق على البدء بالاستعداد للرحلة والحصول على تاشيرات الدخول اللازمة، وعليه استانفت تدريباتي بشكل مكثف، اذ لم يكن قد تبقى سوى نحو شهرين للسباق

مرت الايام سريعاً وغادرت عمان الى مالطا في نهاية فبراير قبل خمسة ايام من يوم الماراثون بهدف السياحة والاطلاع على تلك الجزيرة الصغيرة الواقعة في البحر الابيض المتوسط، مشيت خلال تلك الايام ما لا يقل عن عشرين كيلومترا يومياً وقد كان ذلك خطأً جسيماً ينم عن قلة الخبرة، اذ انني ارهقت ساقي حتى اصابني شد عضلي، حاولت استدراك الامر قبل السباق بيوم واحد بالتحرك بشكل بطيء وبالحد الادنى ما امكن، اما باقي اعضاء الفريق فوصل معظمهم في مساء ذلك اليوم اي قبل موعد انطلاق السباق بيوم واحد

كان موعد انطلاق السباق في السابعة صباحاً، وكان هنالك نقطة تجمع للمتسابقين تبعد نحو ستة كيلومترات عن مكان اقامتي ومنها يتم نقل المتسابقين بباصات خاصة الى نقطة انطلاق السباق، استيقظت في الرابعة صباحاً، تناولت افطاراً خفيفاً ملائماً جمعت ما احتاج اليه من ملابس ومعدات وانطلقت الى مكان التجمع، كانت السماء مظلمة وكان يوجد ما لا يقل عن مائتي متسابق بانتظار انطلاق الباصات الى نقطة البداية، ركبت احداها عند وصولها واتجهت بنا الى المكان المحدد

كانت الشمس لا تزال في طور البزوغ عندما توقفت الحافلة عند نقطة الوصول، نزلت منها مرتعداً مرتبكاً اذ ان لمثل هذه المشاركات رهبة خصوصاً انه لم يسبق لي ان مررت بهذه التجربة مسبقاً وان المسافة التي ساقوم بركضها اليوم ليست بالمسافة السهلة، ايقظتني نسمة باردة من نسمات صباح ذلك اليوم الشتوي المشمس وارغمتني على الالتفات الى العدائين من حولي كل يستعد بطريقته لبدء السباق، التقيت باصدقائي من اعضاء الفريق وقمنا بتبادل اطراف الحديث واجراء تمارين الاحماء معاً، وبعد فترة الاحماء تم الاعلان عن الاستعداد لانطلاق السباق، توجهنا نحو نقطة البداية، اخذنا مواقعنا من بين مئات المشاركين واطلقت شارة البداية

اركض مع مجموع رننغ عمان (Running Amman)