من خلال ممارستي لرياضة الجري بشكل دوري تحسنت لياقتي البدنية بشكل ملحوظ واصبحت استطيع الركض لمسافة خمسة كيلومترات بشكل لا بأس به، وهنا لابد من التنويه بان لا بأس به لا تعني السهولة انما تعني القدرة، اذ اصبحت استطيع ان اركض تلك المسافة بعد بذل مجهود، وصادف ان شاركت خلال تلك الفترة بمؤتمر مرتبط بوظيفتي وكان من ضمن النشاطات التي يقيمها منظمو المؤتمر سباق خمسة كيلومترات يستطيع المشارك ان يقوم بالركض او المشي حسب تفضيله.اذكر انني حققت المركز الثالث والستون من ضمن نحو مائتي مشارك
تلك النتيجة شجعتني على الاستمرار بممارسة رياضة الجري، الا انه كان لا بد من ايجاد حافز للاستمرار، وبعد بحث على شبكة الانترنت وجدت مجموعة على احد مواقع التواصل الاجتماعي تدعى (Running Amman) وقررت مشاركتهم احد ركضاتهم على سبيل التجربة
في صباح احد ايام الجمعة من شهر ديسمبر 2018، واذكر انه كان بارداً جداً وبعد مشاورة مطولة مع نفسي قررت الخروج للركض مع تلك المجموعة، كان التجمع امام احد مقاهي عمان الجميلة الساعة الثامنة الا ربعاً على ان يبدأ الجري في تمام الثامنة، وصلت قبل موعد التجمع بعشرون دقيقة ولم اجد سوى شخص واحد لم اعلم ان كان احد افراد المجموعة ام لا، انتظرت داخل سيارتي لمدة عشر دقائق ولم يأتي اي احد، سألته هل تنتظر مجموعة الركض، اجاب نعم، وهل تعتقد انهم سيأتون، اجاب نعم هم عادة ما يصلون على الموعد تماماً او قبل الموعد بدقائق معدودة. دقائق وبدأ العدائون بالوصول، كانوا نحو عشرون عداءً من مختلف الاعمار فيهم من هو شاباً يافعاً في مقتبل العشرينات ومنهم من تجاوز الخمسون عاماً. في تمام الساعة الثامنة التقطنا صورة جماعية وبدأنا الركض
كان يوماً عصيباً، اذ رغم محاولاتي الجادة بالاستمرار بمجاراة افراد المجموعة لم استطع اللحاق بأي منهم، وفقدت مسار الجري بعد ان استعصى علي الاستمرار بنفس وتيرتهم، ابطأت بعد ان نال التعب مني ما نال وعدت هرولة الى سيارتي، نظرت في جوالي واسعدني كثيراً انني قمت بالجري لمسافة ثماني كيلومترات، الا ان كل ما اردته في تلك اللحظة هو العودة الى المنزل لتناول طعام الافطار ونيل قسط كبير من الراحة
في الاسبوع التالي انضممت مجدداً للمجموعة وركضت مسافة عشرة كيلومترات. ما اعظم سعادتي في ذلك اليوم، انا الذي لم اتخيل يوماً ان اركض مسافة كيلومترين اثنين من اجل الجري اكملت اليوم عشرة بفضل تلك المجموعة الرائعة، قررت مشاركتهم في كل جمعة، ولم اتغيب سوى في مراتٍ نادرة ولأسباب قاهرة
اقرأ قصة البداية
اضف تعليقا