تعتبر الرياضة من المحفزات القوية لجهاز المناعة، علاوة على فوائدها المتعددة المرتبطة بالصحة النفسية والعضوية للإنسان. المشي والركض كلاهما من التمارين الهامة لصحة القلب والأوعية الدموية، وكلاهما له تأثيرٌ إيجابي على صحة الفرد، ولكن ما هو الفرق بينهما وماذا اختار المشي ام الركض.
قد يكون الفارق مع هذين النوعين من الرياضة كبيراً بحسب الجانب الذي ينظر اليهما منه، فمن حيث السعرات الحرارية يزيد معدل الحرق في الدقيقة الواحدة أثناء الجري عن المشي، فإذا أردت حرق سعرات حرارية كبيرة في وقت اقل فالجري هو خيارك الافضل، أما إن كنت لا تستطيع الجري وتريد حرق نفس العدد من السعرات الحرارية، فان المشي ايضاً سيقوم بنفس المهمة ولكن ذلك سيستغرق وقتاً اطول.
بهدف تسهيل احتساب ما يمكن حرقه من سعرات حرارية من خلال ممارسة احدى هاتين الرياضتين، يمكن اعتبار ان الفرد يقوم بحرق مئة سعرة حرارية لكل كيلومتر ونصف، قد تزيد او تنقص بحسب عوامل متعددة تختلف من فرد لاخر، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الظروف المناخية، شدة التمرين ووزن الجسم…الخ، وبالتالي فانك قد تحتاج ما بين خمسة الى عشرة دقائق مثلاً بحسب سرعتك لتركض مسافة كيلومتر ونصف وبالتالي حرق مئة سعرة حرارية، ولكنك ستحتاج خمسة عشر الى عشرون دقيقة لقطع نفس المسافة مشياً وحرق نفس العدد من السعرات الحرارية.
بالنسبة للعديد من الاشخاص، يعتبر الركض من التمارين عالية الشدة، ولذلك لا يرغب الكثيرون بممارسة هذه الرياضة، أما المشي فيعد من التمارين متوسطة الشدة. ويمكن القول ان التمارين الشديدة هي تلك التي يرتفع فيها معدل ضربات القلب، وبالتالي يصعب التحدث اثناء ممارستها باستثناء بضع كلمات، كما قد يجد البعض صعوبة في التنفس أثناء هذا النوع من التمارين في حال المبالغة في شدة التمرين، وهذا ما يؤدي الى حرق المزيد من السعرات الحرارية لتلبية متطلبات الجسم من الطاقة لاداء هذه التمارين.
من الفوارق المهمة ايضاَ بين رياضتي المشي والركض التعرض للاصابات، فاولئك الذين يقومون بممارسة رياضة الركض أكثر عرضة للإصابات ممن يمارسون رياضة المشي، حيث أثبتت الدراسات أن حوالي 19% إلى 79% ممن يقومون بممارسة الجري يتعرضون لنوع من انواع الاصابة. وتزداد احتمالية التعرض للاصابة بزيادة المسافات والزمن المستغرق في اداء التمرين، والسبب في ذلك يرجع الى ان الركض له تأثيرٌ قوي على الجسد بسبب وقع الأقدام على الأرض اثناء الجري، مما قد يسبب إصابات في القدمين والارجل في حال عدم التدرج في تهيئة الجسم لهذا الاثر، ولابد من التنويه هنا بان السطح الذي تتم ممارسة رياضة الركض عليه يؤثر بشكل مباشر على نسبة احتمال التعرض للإصابات، فالركض على الرمل او العشب اقل تأثيرا على الجسد من الركض على الاسطح الصلبة كالاسفلت واجهزة الركض “التريدميل”، لذلك عليك باختيار الأحذية الرياضية المناسبة لتقليل احتمالية الاصابة. اما المشي فهو تمرين منخفض التأثير، وهذا ما يجعله آمنًا أكثر من الركض، وعندما تؤدي تمرين المشي بطريقة صحيحة –المشي السريع- يكون له فوائد صحية مثل الركض تماماً مع فرص أقل للتعرض للاصابة.
ماذا تختار
اذا اردت البدء بممارسة احدى هاتين الرياضتين، يفضل البدء بالمشي لمسافات قصيرة ثم زيادة المسافات والمدة تدريجيًا حتى يعتاد جسمك على التمرين، ويمكن لاحقاً الخلط بين هذين التمرينين بهدف الوصول الى الجري لمسافات متوسطة او طويلة.
واخيراً، يجدر التذكير بالقول “قليل دائم خير من كثير منقطع”، فالاستمرارية في اداء التمارين الرياضية وان قلت لها اثر ايجابي ملموس على المدى الطويل وهذا بكل تأكيد افضل من اداء تمارين طويلة تؤدي بك الى الملل وبالتالي التوقف عن ممارسة الرياضة، فماذا ستختار الركض ام المشي.
المصادر:
اقرأ ايضاَ: فوائد الركض
اضف تعليقا