كانت مسافة عشرة كيلومترات بالنسبة لمعظم اعضاء المجموعة هي الحد الادنى لركضاتهم خلال ايام عطلة نهاية الاسبوع، كانت مجاراتهم امراً لا اقول بالغ الصعوبة ولكن صعباً بالتأكيد، كنت ابحث عن اي احد منهم يركض لمسافة تقل عن عشرة كيلومترات لاجد لنفسي مبرراً للتوقف ولكن عبثاً حاولت، كان ذلك هو الحد الادنى بالفعل، اضررت للركض لمسافة عشرة كيلومترات لعدد من ايام الجمع المتتالية قبل التوقف بعد ان ينال مني التعب وبعد مشاروات مطولة مع نفسي للتوقف قبل ذلك
بعد اسابيع قليلة بدأت بزيادة المسافة، احد عشر، اثنا عشر كيلومتراً وسمعت من احد الشبان بان اغلب اعضاء المجموعة سيقومون بالمشاركة بسباق الترا ماراثون البحر الميت والذي يعقد سنوياً خلال مارس من كل عام، بعضهم شارك في سباق الالترا ماراثون لمسافة خمسين كيلومتراً وهو ما يطلق على السباقات التي تتجاوز مسافتها سابق الماراثون البالغة اثنان واربعون كيلومتراً، والجزء الاخر شارك في سباق نصف الماراثون البالغة مسافته واحد وعشرون كيلومتراً، اما انا العداء المستجد فقررت مشاركتهم في اول سباق، ولكن لمسافة عشرة كيلومترات وذلك بما يتناسب مع قدراتي اذ رحم الله امرء عرف قدر نفسه
اجواء سباقات الجري لها مذاق خاص، فيها الكثير من الاثارة والحماس، كنت اشعر بانني اقل من جميع المشاركين والذي انشغل كل واحد منهم بعملية الاحماء، شعرت انني سانازل ابطالاً في سباقات الجري وانا اقف على خط بداية سباق العشرة كيلومترات، قمت بالاحماء وانا انظر الى عدائي سباق الالترا ماراثون ونصف الماراثون وهم يمرون على الشارع المحادي لنقطة بداية السباق الذي كنت اشارك به وتسائلت، هل من الممكن ان افعلها وانا في الثالثة والاربعين من عمري، لم يطل حواري مع نفسي كثيراً اذ قام منظمو السباق بالاعلان عن قرب انطلاق سباق العشرة كيلومتر، استعددت وانطلقنا، انطلق عشرات من العدائين، شعرت بان معظمهم ركض باسرع وتيرة ممكنة وكنت ادرك من خلال تماريني السابقة بانني ان فعلت نفس الامر فانني لن استطيع ان اكمل السباق، ولكن الاجواء الحماسية تلك بلا ادنى شك جذبتني لاركض بوتيرة اسرع مما انا معتاد عليه، لاماتني نفسي كثيراً خلال السباق على الركض بهذه السرعة، ومن ثم المشاركة في السباق من الاصل وما فعلته بنفسي، الا انني استمريت حتى خط النهاية وقطعت المسافة باقل من ساعة واحدة في اول سباق اخوضه، وحصلت على ميدالية مشارك ينالها كل من يصل الى خط النهاية
اقرأ قصة اول عشرة كيلومترات
مجموعة Running Amman
اضف تعليقا