اسمي اسامة ربابعة، ويمكنكم متابعة حساباتي على الانستاغرام وفيسبوك من خلال الروابط التالية:
https://www.facebook.com/osama.marketing/
https://www.instagram.com/osamarab/
البداية
بدات ممارسة الرياضة وانا في الثانية عشر من عمري، حيث كنت في ذلك الوقت اعيش مع اسرتي في دولة قطر، انضممت الى احد انديتها للبراعم وكنت دائم الالتزام بالتمارين على حساب دراستي وتحصيلي العلمي، والتي لم اكن على اية حال من المتفوقين فيها على العكس من اخوتي، في الوقت الذي كنت فيه لاعباً متميزاً في لعبة كرة القدم، اذ انني كنت دائماً ما التحق بتمارين الفئات العمرية الاكبر سناً ما اكسبني الكثير من الخبرة التي افتقر اليها اقراني من فئتي العمرية، كانت العقبة الاكبر في طريق تفوقي الرياضي هي اسرتي، والدي على وجه التحديد، والذي كان دائم الرغبة في رؤيتي منكباً على الدراسة لا الرياضة، حتى عندما تم اختياري للانضمام الى منتخب قطر الوطني لم يلين ولم يسمح لي بالانتظام بالتمارين بحجة ان ذلك سيؤثر سلباً على مساري الدراسي، وهو ما ادى في نهاية الامر الى استبعادي عن صفوف منتخب دولة قطر، كان من عواقب ذلك الاسبعاد مزيد من الجفى والهجر بيني وبين الدراسة، كرهتها اكثر مما كنت اكرهها، كيف لا وقد كانت السبب في ابعادي عن صفوف المنتخب القطري لكرة القدم وهو حلم كل رياضي شاب او حتى مخضرم.
غادرنا قطر وعدنا الى الاردن في العام 2002، كان عمري حينها خمسة عشر عاماً، تقدمت لعدة اندية اردنية للالتحاق بصفوفها الا انني فوجئت برفضي من قبلها جميعاً بحجة ان مستواي لا يؤهلني للعب في فرقها، تجاوزت هذا الامر وبدأت ابحث عن رياضة اخرى، حتى رست مراكبي في حلبات رياضة التايكوندو، في اقل من عام واحد حصلت على الحزام الاحمر وبدأت الاستعداد للفحص للحصول على الاسود، الا ان حركة سريعة وقوية خلال احد التمارين وكانت high rising kick ادت الى حصول تمزق في عضلة الفخذ الخلفية، لا زلت اعاني من بعض اثارها حتى يومنا هذا، بالطبع ابعدتني هذه الاصابة عن رياضة التايكوندو الى الابد، فكانت نكسة جديدة لشاب في مقتبل عمره يسعى الى التميز في الرياضة.
التحقت بالجامعة وفي نفس الوقت تم تعيني موظفاً في احدى كبريات الشركات في الاردن، فكان لابد من شيء من تنظيم الوقت وتخصيص جزء ولو يسير للدراسة، اضطرتني للابتعاد عن الرياضة الا من بعض مبارايات كرة القدم مع الزملاء في الجامعة والاصدقاء في الحي الذي كنت اعيش فيه.
الألم
في اواخر ايام الجامعة وانا طالب في السنة الرابعة والاخيرة، عاودني شيء من حنين رياضة الاندية، فقمت بزيارة الى نادي التايكوندو رغبة بمعاودة الالتحاق به، الا ان ألماً شديداً اسفل ركبتي يمتد الى اعلى الفخذ واسفل الظهر منعني من الالتزام بالتمارين، راجعت طبيباً ثم طبيباً اخر ثم اخرين غيرهم واجمعوا على ان ساقي سليمة معافاة، ازداد الألم فراجعت اطباءً اخرين، واجريت لي عدة فحوصات وصور اشعة وجلسات علاج طبيعي كانت جميعها سليمة، الا ان الألم لم يتوقف، وكان يزداد شدة في كل مرة حاولت فيها ممارسة اي نوع من انواع الرياضة، فاضطررت مجبراً للتوقف عن كل انواع الرياضة.
بعد التخرج من الجامعة ، ورد تعميم الى بريد الشركة الالكتروني يفيد بنيتها انشاء فريق للركض، تقدمت بطلب الانضمام للفريق وتمت دعوتي للمشاركة في التمارين، وبحكم كوني رياضياً سابقاً في لعبتي كرة القدم والتايكوندو كانت رياضة الركض بالنسبة لي امراً عادياً مألوفاً، اذ انني كنت معتاداً على ركض مسافات تصل الى عشرة كيلومترات. بألم ووجع، واعتماد كلي على اقراص وحقن المسكنات، بدأت التدريب مع الفريق في مدينة الحسين الرياضية في عمان، وما هي الا ايام حتى اعلنت الشركة عزمها المشاركة في سباق ينظم سنوياً لمسافة مائتين واثنان واربعون كيلومتراً، يتم تقسيمها في سباق تتابع على عشرة عدائين، هو سباق البحر الميت الى البحر الاحمر “Dead2Red”، واعلنت انها ستقوم بتنظيم مسابقة لاختبار قدرات المتقدمين لاختيار الافضل منهم للانضمام الى فريق الشركة. تم اختبار المتقدمين واختيار الفريق، لم اكن واحداً منهم، من تم اختيارهم كانوا خليطاً من اردنيين واجانب، جميعهم متميزين في الجري، كان واضحاً ان الركض بالنسبة لهم ليس مجرد رياضة ، بل اسلوب حياة، كانوا يتميزون بالقدرة على ركض مسافات طويلة بسرعة عالية، نسبياً على الاقل.
استمرت معاناتي مع ساقي فاضطررت لمراجعة مزيد من الاطباء واجراء مزيد من الفحوصات وصور الاشعة، الا ان الامر بقي مستعصياً على فهم الاطباء. حتى قام احد اصدقاء العائلة بطرح اسم طبيب، قال انه على سوية عالية ومعروف في كل ارجاء المدينة بدقة تشخصيه، راجعته على الفور، طلب مني بعض الصور والتحاليل، اجريت كل ما طلبه وعدت بها الى عيادته، فتح المظروف ورفع الصورة الى النور وفتح عيناه على اخرها، وسالني بحدة، هل حقاً تمارس الرياضة، قلت نعم، قال، بهذه الساق؟ لم ينتظر جواباً على سؤاله، بل رفع الصورة الى النور مرة اخرى واخذ يشير الى المكان الذي يريدني النظر اليه، كانت عظام ساقي عند منطقة الفخذ متآكلة بشدة عشرة سنتيمترات في حالة نادرة طبياً، قال لي انها تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً، وان تشخيص من سبقة من الاطباء لم يكن دقيقاً، بل انه كان خاطئاً.
اخذ الطبيب يشرح لي مراحل العميلة الجراحية وتفاصيلها، كانت تتطلب زرع حبوب الكالسيوم في المنطقة المتآكلة، ولكن وبحسب ما قال، فان الامر الاصعب هو ما بعد العملية الجراحية، اذ كان الامر يتطلب بقاء ساقي مجبرة من الكاحل وحتى اعلى الفخد لمدة تسعة اشهر، وكان من مخاطرها حدوث التهاب فيها في حال رفض الجسم لتلك الحبيبات المزروعة، تلك الاخبار اثرت سلباً على حالتي النفسية التي تردت بشكل لافت، اذ حدث قبل اجراء العملية بيومين فقط ان خرجت للقاء بعض الاصدقاء لوداعهم قبل اجراءها كونني لن التقي بمعظمهم لفترة تسعة شهور قادمة، واثناء الجلسة شعرت باعياء شديد ودوار ادى الى فقداني الوعي، لم اشعر بنفسي الا وانا على سرير المستشفى اعاني من حرارة شديدة الارتفاع، كان ذلك بسبب الحالة النفسية الصعبة.
اقامتي في المستشفى لم تكن على افضل ما يرام، اذ ان ألم ساقي اضطرني الى تناول الكثير من الادوية المسكنة ما سبب لي آلآماً في المعدة، شكوت منها للمرضين والاطباء فتم تشخيصها من قبل بعضهم بالتهاب الزائدة الدودية، واصر الطبيب على اجراء عملية جراحية لازالتها، كنت متيقناً بان مشكلتي كانت مرتبطة بكثرة الادوية المسكنة التي تناولتها ولا علاقة لها بالزائدة الدودية، ولذلك رفضت اجراء العملية، وبحمد الله كان قراري صحيحاً.
ايام قليلة بعدها واجريت لي عملية زراعة حبوب الكالسيوم، فتحت عيني بعد زوال اثر التخدير، لم اشعر بالألم الذي رافقني لسنوات سابقة، ولكن من يدري، فانا لازلت تحت تأثير المخدر، خمسة ايام مرت دون ألم الا من بعض آلآم الجرح، ولكن هل للمسكنات التي اعطيت لي دور في ذلك، كنت اتسائل طوال تلك الايام.
خرجت من المستشفى وعدت الى منزلي مجبراً ممداً في فراشي، ترافقني اعداد من المسكنات للسيطرة على اي آلآم محتملة، تناولتها في موعدها بحسب ما وصف لي الطبيب، في نفس ذلك اليوم شعرت بتعب واعياء شديدين، ثم صعوبة في التنفس، وما هي الا دقائق حتى تشنج جسدي بالكامل.
تفحصت زوجة اخي الصيدلانية الادوية التي وصفت لي، فوجدت ان احدها يوصف لمرضى القلب وله اثاراً جانبية حادة وخطيرة، تم التواصل مع الطبيب واخبروه بحالتي، فاكد على انني اعاني من الاثار الجانبية لاحد الادوية، الا انه لا يمكنه الجزم اي منها كان السبب، ولذلك طلب وقف جميع المسكنات واعادتي فوراً الى المستشفى، نقلت على عجل بواسطة الدفاع المدني مغشى علي بساق موضوعة في الجبس من اولها الى اخرها. الآلآم التي تلت ذلك اليوم كانت لا تحتمل، فبدون المسكنات كان الألم يخترق كل خلية من خلايا جسدي، يمزقني ويصرعني في كل دقيقة تمر وكانها الدهر بطوله.
مرت الايام وبدأ وجعي بالاستقرار ثم بدأ يتراجع، ومرت الاشهر التسعة بطيئة متثاقلة وجاء يوم فك الجبس، جاء الطبيب وفك جبيرتي ثم اخبرني انني سابدأ من ذلك اليوم بمرحلة علاج طبيعي كما ان علي الالتزام بتناول حبوب الكالسيوم ومشتقات الحليب، ونبهني بلهجة حادة بانني ممنوع من ممارسة اي نشاط رياضي، وقال، هناك امران عليك معرفتهما، الخبر السيء كان انني بنسبة مرتفعة لن اعود الى ما كنت عليه ولن اتمكن من السير بشكل طبيعي كما كنت سابقاً، اما الامر الجيد فكان ان حبوب الكالسيوم التي تمت زراعتها قد التئمت بشكل جيد مع عظم فخذي، وهذا يعني ان العملية قد نجحت.
بالاستعانة بالعكازات فقط تمكنت من التحرك من مكان لاخر، لم يكن مسموحاً لي ولا كنت استطيع ان اسير على ساقاي دونها، كانت عضلة فخذي ضعيفة ضامرة لا تقوى على حمل طفل، ولكني كنت عازماً على عدم الاستسلام والاستمرار في محاولاتي للسير عليها مجدداً، حاولت وحاولت حتى شعرت بشيء من القوة قد عادت اليها، فتخلصت من احدى العكازات واستعنت بواحدة فقط، كان هدفي واضحاً، تمرين عضلة الفخد التي تأثرت بشدة خلال الفترة السابقة لاستعادة قوتها.
تحسن الحال وتخلصت من عكازي الثاني، وبالرغم من ان الطبيب كان قد حذرني من ممارسة الرياضة الا انني بدأت بالذهاب الى المدينة الرياضة لممارسة المشي، اسابيع مرت ومن ثم اصبح المشي سريعاً، وشيئاً فشيئاً بدأت اركض مع عرجة ظاهرة في ساقي المصابة، بدأت بدقائق معدودة حتى وصلت الى نحو الساعة، بدأت بيوم واحد في الاسبوع حتى اصبحت ثلاثة الى اربعة ايام اسبوعياً، كانت هذه الايام والدقائق هي متنفسي وملجأي للهروب من ما كنت اعانيه، كنت حقاً انتظرها بلهفة طفل بانتظار العيد. مع استمراري في التمارين التي وصفت لي من الاطباء، وممارستي للمشي ثم الركض تحسنت حالي بشكل ملحوظ، لم يصدق طبيبي النقلة النوعية التي حدثت، فسألني عند موعد المراجعة، ماذا فعلت، هنالك تحسن بالغ لا اجد له تفسيراً، اجبته كنت اركض، فقال الم اطلب منك عدم ممارسة الرياضة، ولكن على اية حال ما قمت به مثير للاهتمام، لقد تحسنت عضلة فخذك بشكل لم اكن اتصوره حتى انها عادت الى وضعها الطبيعي تقريباً، ولكن كن حذراً لا تركض كثيراً ولا تمارس رياضة قوية مثل كرة القدم او التايكوندو اذ ان ذلك قد يعرض حبوب الكالسيوم للكسر او التلف.
نهاية الجزء الاول، تابعوا الجزء الثاني من قصة اسامة ربابعة مع الركض الاسبوع المقبل
شاهد على تلفزيون اركض جولة الدراجات الهوائية في اطراف مدينة عمان
قصة رائعة جدا للبطل الصديق الخلوق اسامه ربابعه، ابدعت اخ مروان بسرد القصه، وهاي القصه اكبر مثال انه ما في اشي مستحيل ومع الإرادة والإصرار والتحدي كل اشي مستحيل بصير ممكن ، كل الحب والاحترام والتقدير للبطل اسامه 👍👍👍❤❤❤🌹🌹🌹
الله يديم الصحة والعافية عليك يا أسامة حبيب الشعب
بطل ي ابو الربابعه انموذج للشباب ووردة اربد
قصة ملهمة ورائعة تجسد معنى الإصرار والمثابرة للصديق الوفي وزميل الدراسة والعمل